ألدستور
قُتل إسماعيل هنية بعد انفجار قنبلة زرعت قبل شهرين. وظفت وكالة الاستخبارات الإسرائيلية الموساد عملاء أمنيين إيرانيين لزرع متفجرات في ثلاث غرف منفصلة في المبنى الذي كان يقيم فيه زعيم حماس إسماعيل هنية، بحسب صحيفة التلغراف، في حين أكدت صحيفة نيويورك تايمز اعتقالات واسعة النطاق في طهران فيما يتعلق بالعملية. وبحسب الصحيفة البريطانية، كانت الخطة الأصلية هي اغتيال إسماعيل هنية في مايو/أيار الماضي أثناء حضوره جنازة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. ولم تتم العملية في ذلك الوقت بسبب الحشود الكبيرة داخل المبنى واحتمال فشلها الكبير، بحسب ما قاله مسؤولان إيرانيان لصحيفة التلغراف. وبدلاً من ذلك، وضع عميلان عبوات ناسفة في ثلاث غرف في دار ضيافة تابعة للحرس الثوري الإيراني في شمال طهران، حيث ربما كان هنية يقيم. وشوهد العملاء وهم يتحركون بسرعة داخل وخارج غرف متعددة في غضون دقائق، بحسب مسؤولين لديهم لقطات من كاميرات المراقبة للمبنى. ويوضح المصدر نفسه أن العملاء تسللوا بعد ذلك إلى خارج البلاد لكن كان لديهم مصدر لا يزال في إيران. وفي الساعة الثانية من صباح يوم الأربعاء، فجروا عن بعد متفجرات في الغرفة التي كان يقيم فيها هنية. وأدى الانفجار إلى مقتل هنية، الذي كان في طهران لحضور تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان. وقال مسؤول في الحرس الثوري لصحيفة التلغراف من طهران: “لقد تأكدوا الآن من أن الموساد جند عملاء من وحدة حماية أنصار المهدي”، وهي وحدة تابعة للحرس الثوري مسؤولة عن سلامة كبار المسؤولين. وأضاف: “بعد مزيد من التحقيقات، اكتشفوا أجهزة متفجرة إضافية في غرفتين أخريين”. وقال مسؤول ثان في القوة العسكرية النخبة للحرس الثوري لصحيفة التلغراف: “هذا إذلال لإيران وخرق أمني ضخم”. وقال المسؤول إن مجموعة عمل تم تشكيلها للتوصل إلى أفكار لتصوير الاغتيال على أنه ليس خرقًا أمنيًا. ونقلت الصحيفة البريطانية عن المسؤول الأول قوله: “ما زال الأمر لغزًا بالنسبة للجميع كيف حدث هذا، لا أستطيع فهمه. لابد أن يكون هناك شيء في أعلى التسلسل الهرمي لا يعرفه أحد”. وقال المسؤول الأول “هناك الآن لعبة إلقاء اللوم الداخلية تترسخ داخل الحرس الثوري، حيث تتهم قطاعات مختلفة بعضها البعض بالفشل”. وقال المسؤول إن إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، “يدعو الناس إلى طردهم واعتقالهم وربما إعدامهم. لقد أذل الاختراق الجميع”. وأضاف المسؤول “استدعى المرشد الأعلى جميع القادة عدة مرات في اليومين الماضيين. إنه يريد إجابات”. “بالنسبة له، فإن معالجة الاختراق الأمني أصبحت الآن أكثر أهمية من السعي للانتقام”. علمت صحيفة التلغراف أن الحرس الثوري يقيم حاليًا خياراته للرد، حيث يُنظر إلى الضربة المباشرة على تل أبيب كخيار أول، والذي يشمل حزب الله اللبناني ووكلاء إيرانيين آخرين. وذكرت الصحيفة أن اغتيال هنية في العاصمة الإيرانية زاد من المخاوف بشأن نفوذ إسرائيل وقوتها داخل إيران. اعتقلت إيران أكثر من عشرين شخصاً، بينهم ضباط استخبارات كبار ومسؤولون عسكريون وموظفون في دار ضيافة يديرها الجيش في طهران، رداً على خرق أمني “ضخم ومهين” مكن من اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية، وفقاً لإيرانيين مطلعين على التحقيق. وجاءت الاعتقالات رفيعة المستوى بعد مقتل إسماعيل هنية، الذي قاد المكتب السياسي لحماس في قطر وكان يزور طهران لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد وكان يقيم في دار ضيافة في شمال طهران، وفقاً لتقرير في صحيفة نيويورك تايمز. وقال علي فايز، مدير إيران في مجموعة الأزمات الدولية، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز: “إن التصور بأن إيران لا تستطيع حماية أراضيها أو حلفائها الرئيسيين قد يكون قاتلاً للنظام الإيراني”. وتولت وحدة التجسس النخبوية التابعة للحرس الثوري التحقيق وتطارد المشتبه بهم على أمل القبض على أعضاء فرقة الاغتيال التي خططت وساعدت ونفذت عملية القتل، وفقاً للمسؤولين الإيرانيين، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب الطبيعة الحساسة للتحقيق. وجاءت أنباء الاعتقالات الشاملة بعد أن قال الحرس الثوري في بيان إن “نطاق وتفاصيل هذا الحادث قيد التحقيق وسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب”.
“الخرق أذل الجميع”.. مشاهد جديدة تحل لغز اغتيال إسماعيل هنية
– الدستور نيوز
عذراً التعليقات مغلقة