دستور نيوز
رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن خطة الرئيس الأميركي جو بايدن للانسحاب من العراق ستكون فخاً للرئيس المقبل، قائلة: “بايدن يريد إعلان نهاية هذه “الحرب الأبدية”، لكن سحب كل القوات الأميركية من العراق قد يكون كارثياً”.
وذكرت الصحيفة -في سياق مقال تحليلي نشرته اليوم- أن بايدن أعلن في عام 2021 انتهاء المهمة القتالية في العراق، لكنه ترك 2500 جندي أميركي هناك و900 جندي في سوريا لقيادة التحالف الدولي للسيطرة على تنظيم داعش.
والآن، بعد أن تبقى له خمسة أشهر فقط في منصبه، تعمل إدارة بايدن مع الحكومة العراقية على وضع خطة لإعلان نهاية هذه المهمة أيضًا والإعلان عن جدول زمني لإعادة هذه القوات إلى الولايات المتحدة. وقد يسمح هذا لبايدن بالقول إنه أنهى “حربًا أبدية” أخرى، كما تفاخر بعد سحب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أنه على الرغم من رغبة بايدن في إعلان “إنجاز المهمة”، إلا أنها لم تكتمل بعد، ولا تزال خطة المتابعة بعيدة عن الاكتمال. وعلى الرغم من النوايا الحسنة، فإن موافقة بايدن الرسمية على إنهاء مهمة مكافحة داعش قد تمهد الطريق لأزمة متفاقمة في الشرق الأوسط سيتحملها خليفته.
وعلى مدى أشهر، أعلن مسؤولون عسكريون أميركيون وعراقيون علناً أنهم يتفاوضون على اتفاق من شأنه أن ينهي رسمياً عملية العزم الصلب، التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي تم إنشاؤه لهزيمة داعش في عام 2014، ومن المتوقع أيضاً أن يدعو إلى انسحاب جميع القوات الأميركية ذات الصلة في العراق في غضون عامين، بحسب الصحيفة.
ورأت صحيفة واشنطن بوست أن الإعلان عن انسحاب القوات الأميركية، حتى مع وجود جدول زمني لمدة عامين، من شأنه أن يشير إلى أن الولايات المتحدة تتخلى عن المنطقة في وقت يتطلع فيه الحلفاء إلى واشنطن لزيادة الردع ضد إيران. والأسوأ من ذلك أن الاتفاق قد يضعف قدرة الدول الـ77 المشاركة في التحالف على التنسيق ضد داعش وهو يستعد للعودة.
إن الجدول الزمني الممتد لعامين بين الإعلان عن انتهاء المهمة ضد داعش وعودة القوات إلى الولايات المتحدة يهدف إلى منح الجانبين مساحة كافية للمناورة لتعديل الخطة إذا تزايد التهديد أو إذا كانت قوات الأمن العراقية غير قادرة على تحمل مسؤوليات مكافحة الإرهاب في الوقت المناسب، ولكن هذا الغموض المتعمد أدى إلى ارتباك واسع النطاق.
على سبيل المثال، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة لا تتفاوض على “انسحاب” القوات الأمريكية من العراق، بل على “الانتقال” إلى ترتيبات أمنية ثنائية.
وقال مسؤولون أميركيون إن اتفاقا أمنيا ثنائيا لاحقا بين الولايات المتحدة والعراق قد يؤدي في نهاية المطاف إلى بقاء معظم القوات الأميركية هناك لمواصلة القتال ضد تنظيم داعش، ومن الناحية النظرية قد يخفف هذا من خطر تفكك التحالف ضد داعش.
لكن الصحيفة أوضحت أن هذا الاتفاق اللاحق يجب أن يتم التفاوض عليه من قبل الرئيس الأميركي المقبل، وإذا فشلت هذه المفاوضات فسوف يتعين على القوات الأميركية الانسحاب بشكل كامل.
وهذا ما حدث في عام 2008، بعد أن وقع الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش اتفاقاً يقضي بانسحاب كل القوات الأميركية من العراق، ثم حاول باراك أوباما التفاوض على اتفاق لاحق لإبقاء بعض القوات هناك، لكنه فشل. وبعد ثلاث سنوات، انتهى الأمر بأوباما إلى إرسال آلاف الجنود الأميركيين إلى العراق عندما استولى تنظيم داعش على مساحة من الأرض بحجم ولاية فرجينيا.
في عام 2021، تُرِك بايدن لتنفيذ اتفاق الانسحاب من أفغانستان الذي وقعه سلفه دونالد ترامب، وعندما فشل الانسحاب، وجد بايدن أنه من غير المجدي أن يشير إلى أن الخطة لم تكن فكرته. والآن، يضع بايدن خليفته في معضلة مماثلة: إما عكس خطة بايدن للانسحاب والمعاناة السياسية، أو المضي قدمًا والمخاطرة بكارثة أمنية.
واختتمت الصحيفة الأميركية تحليلها بالتأكيد على أن لا أحد يريد أن يرى القوات الأميركية باقية في العراق وسوريا إلى الأبد، لكن إعلان انتهاء المهمة لا يعني أنها انتهت بالفعل. وقالت: “إنهاء الحروب الأبدية أسهل قولاً من الفعل، وإذا تخلت الولايات المتحدة عن التزامها بأمن الشرق الأوسط الآن، فقد تضطر إلى تعلم هذا الدرس بالطريقة الصعبة مرة أخرى”.
واشنطن بوست: خطة بايدن للانسحاب من العراق فخ للرئيس المقبل
– الدستور نيوز
عذراً التعليقات مغلقة