عيد العمال في غزة.. عطلة تعود في ظل الحرب والبطالة القسرية..

دستور نيوز

منذ بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، يواجه العمال في قطاع غزة الموت، سواء بصواريخ الجيش الإسرائيلي أو المجاعة، في ظل ظروف معيشية صعبة ومعقدة. أضف إعلان خسر مئات الآلاف من العمال والموظفين في القطاعين الخاص والحكومي مصادر دخلهم، بسبب الحرب الإسرائيلية وتداعياتها، ويواجهون الآن مصيراً مجهولاً. وقُتل عشرات العمال، خاصة الذين تواجدوا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، أثناء اندلاع الحرب على غزة، خلال اضطهادهم وانتهاكاتهم. من قبل السلطات الإسرائيلية، واحتجزتهم في مراكز عسكرية خاصة أقيمت في النقب والقدس والضفة الغربية. وحتى 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان هناك ما يقرب من 18,500 فلسطيني من قطاع غزة يعملون في الجانب الإسرائيلي بتصاريح رسمية، لكن الغالبية العظمى منهم تم ترحيلهم إلى قطاع غزة بعد تعرضهم للاعتقال والتحقيق والتعذيب. ** الموت جوعا. وقال العامل أبو خالد، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: “أوضاع العمال في قطاع غزة كارثية للغاية بعد أن فقدوا وظائفهم ومصادر دخلهم وأصبحوا عاطلين عن العمل، بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة”. لمدة 7 أشهر.” ويضيف أبو خالد (56 عاما)، أحد العمال الفلسطينيين في الجانب الإسرائيلي: “بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب، اعتقلتني السلطات الإسرائيلية وتعرضت لتحقيقات قاسية وتعذيب استمر حوالي الساعة شهر. ثم قاموا بترحيلي إلى غزة بعد أن صادروا أموالي وممتلكاتي الشخصية”. ومنذ ذلك الحين، يعيش أبو خالد وعائلته المكونة من 7 أشخاص، الذين نزحوا إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ظروفا مالية صعبة للغاية بعد أن فقد وظيفته في قطاع البناء، في ظل عدم وجود أي بدائل أخرى أو أعمال أخرى حاليا. وتابع لمراسل الأناضول: “ليس لدينا اليوم مصدر دخل نعيش من خلاله في ظل حالة النزوح والتنقل المستمر من مكان إلى آخر، وإذا لم نموت من القصف سنموت من الجوع”. “. ويشكو من ارتفاع الأسعار وقلة المساعدات الإنسانية والإغاثية المخصصة لهذه الفئة من العمال، متمنياً أن تنتهي الحرب. وفي أقرب وقت ممكن، ستعود الحياة إلى طبيعتها، وستبدأ عملية إعادة إعمار غزة، وستتمكن جميع المجموعات من العمل مرة أخرى. ** العمال العاطلين عن العمل. ولا تختلف ظروف الشاب سامح شعبان (39 عاما) عن أبو خالد، خاصة أنه فقد وظيفته إداريا في إحدى الجامعات الخاصة بغزة، بعد أن اتخذت إدارة الجامعة قرارا بتسريح جميع الأكاديميين والعاملين الإداريين بسبب الحرب الإسرائيلية. وقالت شعبان لمراسل الأناضول: “الحرب جعلتنا عاطلين عن العمل، واليوم لا نجد مصدر رزق لنا أو لعائلاتنا. نحن نعيش الآن على المساعدات الإنسانية والإغاثية التي نحصل عليها من المؤسسات والمنظمات الإغاثية، وهي بالكاد تكفي لإشباع جوعنا”. ويضطر شعبان أحياناً إلى بيع بعض الطرود الغذائية التي يحصل عليها. لتوفير احتياجات أسرته الأخرى من كسوة وعلاج وغيرها. وتطالب الجهات الحكومية في غزة والضفة الغربية بصرف مساعدات مالية عاجلة لجميع العمال في ظل ظروف الحرب الصعبة لتعزيز صمودهم. ** إجازة قسرية: يقول الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب إن الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة ألقت بظلالها القاتمة على العمال الفلسطينيين في مختلف المجالات، خاصة وأن العمال والموظفين يعيشون منذ ما يقرب من 7 أشهر في “إجازة قسرية” بسبب الحرب وحالة القتل والدمار التي خلفتها. على كافة منافذ العمل الخاصة والحكومية بغزة. وأوضح أبو جياب لمراسل الأناضول أن عيد العمال يأتي في ظل “ظروف معقدة واستثنائية يعيشها قطاع غزة”. لا يوجد مكان للعطلات والاحتفالات ولا مكان للعمل أيضاً، حيث وصلت نسبة البطالة في غزة الآن إلى أكثر من 90%، بعد أن كانت 48% قبل الحرب”. . ويضيف أن العمال أصبحوا عاطلين عن العمل حقا بعد أن دمرت إسرائيل قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات وتكنولوجيا المعلومات والبرمجة وكافة قطاعات البناء وغيرها. وبحسب الخبير الاقتصادي، فإن العمال هم الأكثر معاناة ويفتقرون إلى مقومات الحياة الأساسية، وخاصة المأوى، وينشغلون بالنزوح من مكان إلى آخر حفاظاً على حياتهم وعائلاتهم. ويختتم حديثه بالقول، إن “عيد العمال هذا العام هو عيد الفقر والبؤس والتشريد والموت والخوف الدموي، أكثر من كونه عيد عمال”. ** الضغوط الاجتماعية. ويؤكد أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات غير الحكومية والأخصائي الاجتماعي أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العمال والموظفون بسبب فقدانهم لوظائفهم تخلق مشاكل اجتماعية وضغوطات نفسية. ويوضح الشوا لمراسل الأناضول أن الظروف الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون بسبب فقدان وظائفهم أو أسرهم أو ممتلكاتهم تجعلهم دائما عرضة للصدمات النفسية. ويظهر أن معظم سكان قطاع غزة فقدوا مصادر دخلهم، وخاصة العمال والموظفين، وأصبحوا يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات والإغاثة الإنسانية. ويأتي يوم العمال العالمي هذا العام في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعاني منها الفلسطينيون، ومن بينهم العمال الذين فقدوا وظائفهم بشكل شبه كامل ولا يستطيعون العثور على أي مصدر للدخل بسبب تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من نصفها. سنة. وبحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن عدد العاملين يصل إلى 983 ألف عامل بنهاية الربع الثالث من عام 2023، حيث بلغ العدد في الضفة الغربية 697 ألف عامل، مقابل 286 ألف عامل في قطاع غزة. وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى الدمار الهائل والمجاعة التي أودت بحياة الأطفال والشيوخ، بحسب ما أفادته وسائل إعلام إسرائيلية. البيانات الفلسطينية والأمم المتحدة. إسرائيل تواصل الحرب رغم صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، ورغم مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية”.- (الأناضول)

عيد العمال في غزة.. عطلة تعود في ظل الحرب والبطالة القسرية..

– الدستور نيوز

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)