دستور نيوز
المفرق – هناك تحديات تواجه طلبة الثانوية العامة (التوجيهي) في محافظة المفرق، ومنها كما تؤكد والدة أحد الطلبة المتفوقين “عدم توفر وسائل الاتصال المناسبة للتعليم، وضرورة تسريع الإنترنت، وتوفير المواصلات للطلبة في المناطق النائية”، فيما تقول إحدى الطالبات إنها “نشأت في منطقة صحراوية نائية حيث كانت المدارس بعيدة جداً، وكان وضعنا الاقتصادي صعباً، وواجهت تحديات تتعلق بالإنترنت والأجهزة الإلكترونية، واضطررت لقطع مسافة 30 كيلومتراً للوصول إلى مراكز الدروس الخصوصية”. إلا أن هذا لم يمنع هذه الطالبة وغيرها ممن تحدثوا لـ”الدستور نيوز” من تحقيق نتائج مميزة يطمحون من خلالها إلى تحقيق طموحاتهم باستكمال دراستهم الجامعية في التخصصات التي يرغبون فيها. الطالبة كوثر أبو عليم الحاصلة على معدل 95.5 في الفرع العلمي من مدرسة الجود تعرب عن سعادتها الكبيرة بهذا النجاح مؤكدة أنها “تميزت منذ الصف الأول حيث حرصت على التواصل المستمر مع معلماتها اللواتي قدمن لها كل التوجيهات اللازمة لاجتياز المراحل الدراسية”. وأضافت كوثر أنها “ممتنة لوالديها وكل من دعمها ومنهم مدرسة رحاب بني حسن الابتدائية التي أسستها ومدرسة الجود للتفوق التي احتضنتها في المرحلة الثانوية”، مشيدة بدعم المعلمين الذين ساعدوها خلال دراستها وقالت إنها عملت ليل نهار لتحقيق التحصيل الدراسي الذي كانت تطمح إليه مشيرة إلى أن المنهج والأسئلة كانت واضحة مما جعل التحديات خلال الامتحانات سهلة فيما اعتبرت هذا النجاح إنجازا كبيرا في حياتها. من جهتها أشارت خلود أبو عليم والدة الطالبة كوثر إلى أن ابنتها “درست في مدارس الرحاب الابتدائية التي أسستها تربوياً، ثم انتقلت إلى مدرسة الجود للتفوق، وأن هذا النجاح فرحة غامرة تعود بالأساس إلى دعم المدرسة وطاقمها التربوي الذي عمل بلا كلل لدعم كوثر”. وأوضحت أن “كوثر تلقت الفيزياء واللغة الإنجليزية عبر منصة المدرسة، حيث كانت الفيزياء في المركز التعليمي بالمدرسة مصدرها الأساسي للمعلومات”، مشيرة إلى أن “كوثر كانت من أوائل الطلبة في مدرستها، وأن المعلمات كن يتابعن تقدمها باستمرار ويتواصلن معها لتقديم التوجيه والمساعدة عند الحاجة”. أما الطالبة فجر الربيعات التي حصلت على المركز الثالث في ثانوية صبحا للبنات بمعدل 91.9% فلم تكن مجرد طالبة متميزة بل جسدت روح الإصرار والتحدي قائلة: واجهت صعوبات كثيرة في البداية ولكنني كنت مؤمنة بأن العمل الجاد والتفاني سيوصلني إلى النجاح وعملي المتواصل والتزامي باستخدام المصادر التعليمية الإلكترونية ساعدني على تحقيق النجاح والتفوق. وأضافت فجر: أشعر بالفخر الشديد لتحقيق هذا الإنجاز والذي جاء نتيجة جهود مضنية وتحديات كبيرة، كنت أثق بالله وأؤمن بنفسي رغم الصعوبات التي واجهتها، فقد نشأت في منطقة صحراوية نائية حيث كانت المدارس بعيدة جدًا وواجهت تحديات تتعلق بالإنترنت والأجهزة الإلكترونية واضطررت للسفر مسافة 30 كيلومترًا للوصول إلى مراكز الدروس الخصوصية، مؤكدة أنه رغم كل هذه الصعوبات لم أفقد الأمل بل عملت بجد ونصيحتي لطلاب الثانوية العامة هي البدء بالدراسة مبكرًا والعزم والإصرار على تحقيق أهدافهم. ولم يكن تحقيق النجاح والتفوق سهلاً على هؤلاء الطلبة، إذ لعبت الأسرة والمدرسة دوراً حاسماً في دعم هؤلاء الطلبة، حيث يوضح والد فجر سالم الربيعات أن “أهمية تأثير الأسرة لا يمكن التقليل من شأنها، فالطلبة الذين يتلقون الدعم الكامل من أسرهم غالباً ما يتفوقون، لأنهم يشعرون بالثقة والتشجيع”. وأضاف: “عملت جاهداً على توفير البيئة المناسبة لابنتي أثناء تحضيرها لامتحانات الثانوية العامة، ووفرت لها كل الدعم والإمكانيات اللازمة لاجتياز هذه الامتحانات بنجاح، وأنا فخورة جداً بما حققته ابنتي وأشعر بالامتنان الشديد لما أنجزته”. أما والدة الطالبة فجر فقالت: “كان شعوراً لا يوصف عندما سمعت خبر نجاح ابنتي، حيث جاءت في المركز الثالث على مدرستها والعاشر على منطقة البادية الشمالية، ولم أستطع وصف مشاعري عندما أعلنت النتائج، فقد كانت مزيجاً من الفرحة والتعويض من الله عز وجل”. وقالت والدة الطالبة رغد الصفيان الحاصلة على معدل 93.9 في الفرع الأدبي، عن سعادتها الكبيرة بنجاح ابنتها وتفوقها بين المتفوقين في الثانوية العامة، مؤكدة أن هذا الإنجاز المشرف يعكس تفاني أسرتها ومدرستها في الصفاوي، وقالت: “لقد سلكت رغد مسارًا محددًا واتبعت نفس النهج الذي ساعدها على تحقيق هذا النجاح، ولا يمكننا أن ننسى جهود المعلمين والإدارة الذين دعموها طوال مسيرتها الأكاديمية، وكان لهم الدور الأكبر في هذا الإنجاز”. كما عبرت مديرة مدرسة الصفاوي الثانوية المختلطة عن فخرها الكبير بنجاح الطالبة رغد الصفيان التي كانت ضمن صفوف المدرسة، مشيدة بـ “ذكاء رغد وتفانيها، وأنها تميزت بقدرتها على حفظ كافة التفاصيل والمعلومات التي تلقتها من المدرسة والمعلمين”، مؤكدة أن “هذا الإنجاز مكسب كبير للمدرسة والمعلمين ولعائلة رغد”. ولا ينظر إلى قصص تفوق الطلبة في محافظة المفرق على أنها شهادات نجاح أكاديمي فحسب، بل إنها تجسد دروساً ملهمة عن قوة الإرادة ودعم المجتمع والتفاني والعطاء، خاصة وأن هذه القصص تأتي في ظروف وبيئات تعليمية صعبة تتطلب الكثير من العمل لجعلها بيئات جاذبة للتعليم وليس منفرة، من خلال تحسين الواقع التعليمي والبنية التحتية والخدمات.
المفرق.. طلبة متفوقون يتغلبون على الصعوبات ويجتازون امتحانات التوجيهي إلى طموحات جديدة…
– الدستور نيوز
عذراً التعليقات مغلقة