اغتيال هنية يثير احتمال اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق…

دستور نيوز

عمان – يهدد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية بدفع المنطقة نحو مزيد من التصعيد، وصولاً إلى صراع إقليمي أوسع إذا لم يتم احتواء الأزمة الحالية. يأتي ذلك وسط حالة من الغضب الفلسطيني العارم الذي ساد كافة مناطق فلسطين المحتلة أمس على خلفية اغتيال الاحتلال لهنية. وفي الوقت نفسه، ارتفعت فرص تعقيد مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي تعثرت مؤخراً بسبب العراقيل التي يضعها الاحتلال وعلى رأسه رئيس الوزراء اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو. واجتاحت مسيرات ومظاهرات حاشدة مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة أمس، فيما سادت حالة من الإضراب العام تنديداً باغتيال هنية. وقالت حماس إن اغتيال هنية لن يثني الحركة عن مواصلة مقاومتها ومواجهة عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني، مضيفة في بيان لها أمس أن اغتيال هنية لن يغير من قدراتها العسكرية. يأتي ذلك وسط إدانات عربية ودولية واسعة لسلوك الاحتلال، الذي يعتبر تصعيداً خطيراً سيجر المنطقة إلى الكارثة، حيث خرج الفلسطينيون في مسيرات ووقفات احتجاجية غاضبة جماهيرية حاشدة، وساد إضراب عام في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما رفعت حشود فلسطينية كبيرة الأعلام الفلسطينية وهتفوا بالشعارات المنددة باغتيال القائد الوطني الفلسطيني “هنية”، والمطالبة بالرد على جريمة الاحتلال “الجبانة والغادرة”، في ظل التأكيد على استمرار المقاومة لصد عدوانه ومن أجل الحرية والاستقلال. في غضون ذلك، رفع كيان الاحتلال حالة التأهب الأمني ​​إلى أعلى درجة، وسط تقديرات لمؤسسة أمن الاحتلال بأن الصراع الحالي سيتحول إلى حرب إقليمية واسعة النطاق، انطلاقاً من أن إيران قد تجد صعوبة في عدم الرد على عملية اغتيال جرت على أراضيها، بحسب ما نقلته وسائل إعلام الاحتلال. وبينما احتفل المستوطنون والوزراء المتطرفون في حكومة الاحتلال باغتيال هنية، أكد الوزير العنصري “عميخاي إلياهو” أن “عصر الاتفاقيات والسلام انتهى الآن”، في ظل معارضته الشديدة لاتفاق “أوسلو” وأي اتفاقيات سلام تبرم مع دول عربية. في حين شددت وسائل إعلام الاحتلال على أن استشهاد هنية سيؤثر سلبا على مفاوضات التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين كيان الاحتلال وحركة حماس، المتوقفة أصلا بسبب الشروط الجديدة التي طرحها نتنياهو والتي رفضتها الحركة. وزعم وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت أن كيان الاحتلال “لا يريد الحرب، لكنه يستعد لكل الاحتمالات، في ظل الخوف والقلق من التصعيد القادم”. في غضون ذلك، نددت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية “بالإرهاب الصهيوني واستمرار حرب الإبادة والدمار والقتل، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف العدوان ومحاسبة الاحتلال على جرائمه”. وأكدت القوى الفلسطينية، في بيان لها أمس، أن اغتيال هنية لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته، بل سيزيده تمسكاً وتصميماً على التمسك بحقوقه ومبادئه من أجل الحرية والاستقلال. من جانبه، أدان الرئيس محمود عباس بشدة “اغتيال رئيس حركة حماس القائد الكبير إسماعيل هنية، واعتبره عملاً جباناً وتطوراً خطيراً، داعياً جماهير الشعب الفلسطيني وقواه إلى التوحد والصبر والصمود في وجه الاحتلال”. وعلى نحو مماثل، أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح اغتيال هنية، ووصفه بأنه “عمل إجرامي جبان وتصعيد خطير سيدفع المنطقة إلى دوامة العنف”. من جهتها، قالت حركة فتح إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القيادي إسماعيل هنية جريمة شنيعة وعمل جبان. وأكدت فتح في بيان لها أمس أن سياسة الاغتيالات لن تجدي نفعاً في كسر إرادة الشعب الفلسطيني في تحقيق حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال. ودعت جماهير الشعب الفلسطيني إلى التوحد والتكاتف والتوحد في هذه المرحلة الحرجة، من خلال تعزيز الصمود ومواجهة الاحتلال، ورفض كل المؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية، والحفاظ على الوحدة السياسية والجغرافية بين قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، كوحدة سياسية وكيان واحد. وسارع زعماء العالم إلى إدانة اغتيال هنية في طهران والتعليق عليه، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن الجهات المختصة لا تزال تحقق في أبعاد وتفاصيل اغتيال هنية. وفي غضون ذلك، عقد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اجتماعا لبحث تصفية هنية والبت في الاستراتيجية التي ستتبعها إيران في الرد على الاغتيال. وأدانت تركيا اغتيال هنية، ووصفت وزارة الخارجية التركية الاغتيال بـ”الخسيس” وحذرت من أن “استشهاد هنية سيحول الحرب في غزة إلى حرب إقليمية”. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن “تصفية هنية هي اغتيال سياسي غير مقبول على الإطلاق، وسيكون له تأثير سلبي على المفاوضات الجارية بشأن غزة وسيؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة”. لكن في الولايات المتحدة، وكما كان متوقعا، انحازوا إلى الكيان الصهيوني، حيث قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في تصريح له إن “إسرائيل إذا هوجمت، فسوف نساعدها”، حسب قوله.

اغتيال هنية يثير احتمال اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق…

– الدستور نيوز

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)