دستور نيوز
عمان – قبل 3 آلاف سنة، ابتكر الأردنيون الأنباط، وابتكروا طرقاً نوعية للحصول على المياه وتخزينها سعياً لاستدامة الحياة. اعتقد هؤلاء الناس أن الماء هو العمود الفقري للحضارات والمجتمعات الإنسانية، وانعكس هذا القول على استدامة حضارتهم، ونجحوا في جلب المياه من أقصى الجبال إلى قاع الأودية، باستخدام تقنيات مذهلة، بعضها لا يزال من الصعب شرحها. أضف إعلان أنشأ الأنباط مملكتهم في جنوب الأردن وعاصمتها مدينة الرقيم (البتراء). وكان لديهم حاجة دائمة إلى توفير الموارد المائية وتخزينها لضمان استدامتها، فخزنوها للاستهلاك في مواسم الجفاف، مما حافظ على استمرارية حضارتهم وانتشارها وفعاليتها لفترة طويلة، واجهت خلالها كل أنواع الحروب والصراعات. الحضارات من أعدائها. نحن ورثة هؤلاء الأنباط، الذين اخترعوا طرق الحصول على المياه، وعلينا أن نبني على ما سبق، بالتوسع في طرق حصاد المياه، لضمان استمرارية الحياة، وسعياً إلى الاكتفاء الذاتي، من خلال الاعتماد على الموارد المائية للمملكة، من خلال مشاريع تستثمر كل قطرة مطر، وتعززها في الموازنة المائية، والتي صاغت معالمها الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة الموارد المائية (INWRDAM) بالتعاون مع وزارتي المياه والري. والزراعة، بحسب الخبراء المشاركين في الحوار الوطني الثاني لحصاد المياه الذي عقد مؤخرا. وفيما يسعى قطاع المياه للتوجه نحو الحلول المائية المستدامة التي تندرج ضمن أولوية تحقيق الأمن المائي الوطني، في ظل محدودية مصادر المياه المتاحة وارتفاع مستوى التحديات في الطلب عليها، أوصى مختصون في تصريحات لـ”الـ” -غد” ضرورة البناء على الحوار الوطني الثاني لقطاع حصاد المياه. وفي الأردن بمضمونه الشامل، تكامل عمليات هذا المحصول، وفق الترابط بين المياه والزراعة والطاقة. دعا خبير المياه الجوفية الدكتور الياس سلامة إلى أهمية الاستثمار في عمليات حصاد المياه وفق مفهوم يقوم على التوسع في استثمار الأمطار، وضمن أشكال الحصاد المختلفة، خاصة في المناطق المرتفعة ذات الاحتياجات الأعلى، خاصة أنها أقل تأثراً بالتغير المناخي، بالتوازي مع الأهمية الإستراتيجية لتخزين مياه الأمطار في السدود. وأشار إلى ضرورة “إجراء دراسات موسعة لإقرار السياسات والبرامج”، مضيفا أن “قانون وزارة المياه والري يسمح بذلك، حيث أن الوزارة لديها السلطة القانونية لإتمام ذلك”. وأوصى بأن أي سياسات وبرامج يمكن صياغتها في إطار الحصاد المتكامل للمياه يجب أن تراعي كامل الفوائد والأضرار الناجمة عن أي إجراءات مستقبلية، وفق المنطق العلمي. وقال سلامة، إن “التربة ثروة هائلة يجب الحفاظ عليها، ولذلك فإن برامج الحصاد لا تتوقف عند مستوى حصاد المياه بشكلها البسيط من أسطح المنازل مثلاً، بل هي زراعة متكاملة”. ومن أجل مواصلة تحقيق الأهداف الضرورية، واعتماد نهج شامل، وتعزيز وتعميق الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، وتعزيز مفهوم المواطنة المائية؛ المتطلبات الأساسية لتحسين قطاع المياه وحوكمته حتى يصبح في مصاف الدول المتقدمة. وفي هذا الصدد، أشار خبير السياسات المائية وعضو الهيئة الإدارية لمبادرة السلام الأزرق الإقليمية الدكتور حكم العلمي، إلى الدور الأساسي الذي لعبه الحوار الوطني الثاني لقطاع حصاد المياه في الأردن، تحت شعار “الشباب في سن مبكرة”. قلب حصاد المياه”، نحو “الوصول إلى التكامل في مجال حصاد المياه”، مشيراً إلى أنها تعتمد بشكل أساسي “على قدراتنا في الحوار الوطني وتحويل المخرجات إلى سياسات وقرارات”. واعتبر العلمي أن دعم عمليات حصاد مياه الأمطار “ضروري لتحقيق التكامل في إدارة مصادر المياه لتقليل الفاقد، إضافة إلى أهميته في إدارة مصادر المياه بطريقة ذكية، والاستفادة منها من خلال دعم القطاع الزراعي وغيره”. القطاعات.” ودعا إلى ضرورة تنظيم حصاد المياه لتشكيل إطار معرفي ودعم السياسات المتعلقة بمشاركة الشباب في صنع القرار، وإيجاد أنظمة وحلول حصاد تعتمد على الطبيعة، لافتاً إلى ضرورة صياغة الاستراتيجيات والسياسات وخطط التنفيذ. مؤكداً أهمية تقييم مشاريع الحصاد المنفذة وتقييمها اجتماعياً واقتصادياً. من جانبها أكدت ميسون الزعبي الخبيرة في دبلوماسية المياه أهمية التركيز على المشاركة المجتمعية والقطاعات المختلفة المرتبطة بنفس المجال، وعلى الحوار الوطني لحصاد المياه. واعتبرت أن الحوار الوطني الثاني لحصاد المياه هو بداية إطلاق الشرارة نحو إمكانية الاستثمار في فكرة الشراكة والحوار وتعميمها في حوار وطني أيضاً، من خلال إشراك الفئات الشبابية وتوعية الجميع بأهمية ذلك. تطورات المبادرة والاستفادة من ابتكار أفكارهم. وقال الزعبي، “سندرس ما يمكن عمله لخلق هذا التنوير في مبادرة السلام الأزرق الإقليمية”، مشيراً إلى أهمية عقد “مثل هذه الحوارات الوطنية بشكل دوري وإطلاع المجتمع الشريك على ما يتم إنجازه”. وأضافت: “إن الأفكار ذات الصلة بهذا الخصوص ستنعكس على التفكير بشكل مستدام، من خلال إجراء مثل هذه الحوارات البناءة والفعالة ذات الأثر الواضح والمتميز بمشاركة المعنيين”.
حصاد المياه.. أسس تأسست منذ 3000 عام فكيف نبني عليها؟…
– الدستور نيوز
عذراً التعليقات مغلقة