دستور نيوز
عمان – في الوقت الذي يعاني فيه المحتوى الرقمي العربي، وخاصة المحتوى المتخصص والجاد، من فقر كبير، مع وجود نسبة كبيرة من الأطفال والشباب والآباء على شبكة الإنترنت، يسعى رواد الأعمال الأردنيون إلى تطوير أفكار من شأنها سد الفجوة في المحتوى الرقمي العربي، وخاصة المحتوى الصحي المتخصص في بلد يقدر عدد مستخدمي الإنترنت فيه بأكثر من 10 ملايين مستخدم. ابتكرت الشابة الأردنية رهف أبو ميالة، الناشطة الشبابية والمجتمعية، وخاصة في مجال المناخ، فكرة مشروع ناشئ وبدأت العمل عليه العام الماضي تطمح من خلاله إلى المساهمة بقوة في مجال التثقيف الصحي للأطفال، حيث يهدف إلى تطوير منصة رقمية تهدف إلى تقديم محتوى صحي لتوجيه الأطفال وتزويدهم بمهارات صحية سليمة تفيدهم في حياتهم اليومية ضمن ثلاثية (الصحة والغذاء والنظافة). وقالت أبو ميالة، التي تخرجت مؤخراً بتخصص العلوم الحياتية ولديها شغف كبير بتعليم الأطفال، لـ«الدستور نيوز» إن مشروعها الذي يحمل اسم «من أجل الصحة» أصبح متاحاً على الإنترنت كموقع إلكتروني، ويجري العمل على تطويره لإطلاقه بصورته النهائية قبل نهاية العام الجاري على أقصى تقدير. وأوضحت أبو ميالة أن المشروع الذي تساعدها في جوانبه التقنية شقيقتها راما أبو ميالة، هو «منصة رقمية تركز على دعم المحتوى الصحي العربي الموجه لأطفالنا، وتحديداً الأطفال الأردنيين، باستخدام مناهج تفاعلية تدعم مفهوم التعلم من خلال اللعب»، مشيرة إلى أن المنصة التي أطلقت في نسختها الأولية استطاعت استقطاب عشرات المستخدمين وهي في طور النمو لاستقطاب أكبر عدد من المستخدمين، وخاصة الأطفال والأسر والمؤسسات المعنية بشؤون الصحة والطفولة. وأضافت أن من أهم الخدمات التي يقدمها مشروع من أجل الصحة عبر منصته التعليمية التفاعلية هي محتوى الفيديو الذي يدور حول مفاهيم ومبادئ التربية الصحية للأطفال، مثل تعليم المهارات الصحية الأساسية كالنظافة الشخصية والصحة الجسدية والغذاء الصحي، مشيرة إلى أن أهم ما يميز هذه الفيديوهات أنها تقدم من خلال شخصيات كرتونية تحمل اسم “نظيف” بهدف دعم تعلم الأطفال بطريقة تفاعلية مميزة، بالإضافة إلى ألعاب ملموسة مصممة من مواد صديقة للبيئة لدعم التعلم من خلال اللعب للأطفال وتعليمهم المهارات الصحية وربطهم بالمنصة التعليمية لتعزيز الجانب التكنولوجي، مستفيدة من خبرتها لأكثر من 3 سنوات في التدريب على المهارات الصحية للأطفال. وقالت أبو ميالة: “يحرص المشروع على تقديم محتوى موثوق ومتين، حيث يتم العمل دائمًا على البحث والتطوير وكتابة المحتوى الذي يتم مراجعته من قبل متخصصين في الطفولة”. وأشارت إلى أن الفكرة بدأت تنضج وتطبق على أرض الواقع العام الماضي بعد أن وجدت حاجة مجتمعية للابتكار في التثقيف الصحي للأطفال وإدخال مناهج التعلم المبني على اللعب وتحديداً في التثقيف الصحي مما سيساهم في رفد السوق بألعاب صديقة للبيئة ومبتكرة. وعرفت أبو ميالة التثقيف الصحي بأنه التثقيف الذي يوجه الأطفال إلى كافة المهارات الصحية التي يحتاجونها للعيش بصحة مناسبة ومناسبة وتمكنهم من العناية بأنفسهم من الناحية الصحية والجسدية والمظهرية. وقالت إن “من أجل الصحة” يستهدف الأطفال من عمر 2 إلى 8 سنوات بخدماته ومحتواه وأولياء أمورهم الباحثين عن حلول مبتكرة لتثقيف أبنائهم في التثقيف الصحي. وفيما يتعلق بتسويق المشروع وخدماته أوضحت أبو ميالة أنه يعتمد على مجموعة من القنوات منها منصات التواصل الاجتماعي المختلفة والمقابلات ومن خلال المشاركة في مؤتمرات ومعارض ريادة الأعمال. رهف أبو ميالة ناشطة شبابية ومجتمعية منذ عام 2014 برزت مؤخراً في مجال التغير المناخي بشغفها وعملها على ابتكار حلول رائدة صديقة للبيئة تدعم المجتمع بكل ما هو مبتكر ومميز. بدأت مهاراتها وشغفها تتبلور مع مشاركتها الفاعلة في برنامج خطي الحسين، أحد برامج مؤسسة ولي العهد، حيث اكتسبت المهارات اللازمة لتحقيق أحلامها وأهدافها، وهي سفيرة للشباب لدى 4 مؤسسات ومدربة معتمدة على مستوى الأردن قامت بتدريب وتمكين أكثر من 3000 شاب في أكثر من محفل عالمي وعربي مع الوزارات والمؤسسات المجتمعية. وترى أبو ميالة أن ريادة الأعمال هي: “الطريق إلى التطور والعطاء والابتكار بلا حدود أو قيود وظيفية”، إلا أنها لم تنكر أن هذا الطريق “ليس سهلاً” وسط التحديات التي يواجهها رواد الأعمال في جميع مراحل مشاريعهم، وأبرزها تحدي تأمين رأس المال وفهم الإجراءات القانونية الناتجة عن التسجيل وأمور الضريبة السنوية والإجراءات الحكومية.
شركة ناشئة تستهدف الأطفال بمحتوى صحي رقمي…
– الدستور نيوز
عذراً التعليقات مغلقة